الخميس، 7 ديسمبر 2017


أسامة فوزي  ,,, والحصاد المر

عندما يتحدث الدهماء والجهلاء عن القضية الفلسطينية ويقوموا بتوزيع أدوار الخيانة والتخلي عن قضية العرب الأولى يمينا وشمالا , ويحاولون حصر ذلك التهاون في دول بعينها , ويتورعون عن ذكر بلدانهم التي ربما تكون فرطت وخانت أضعاف غيرها من تلك الدول التي يلمزونها بتعليقاتهم .
ولكن الأدهى والأمر أن يتصدى لتلك الأمور بعض المثقفين والعارفين وممن عاصروا أوقاتا ربما يجهلها الكثير منا اليوم ويجهلون ظروفها في تلك الفترة الزمنية , من أولئك المنتسبين لعالم الثقافة والصحافة والتأليف والسخرية الممزوجة بالكذب وتضخيم الأحداث ولي عنق الخبر بما يتناسب مع ميوله الكاريكاتورية , وممارسة الكثير مما يوجه الانتقاد اللاذع له , أسامة فوزي , فأسامة فوزي يتحدث عن خيانات الخليج للقضية الفلسطينية وكأنه هو شخصيا منزه عنها , لن نخوض في دور بعض الدول والزعامات الأقرب للفلسطينيين في التفريط في القضية الفلسطينية فهذا مدخل لا تتسع له صفحات وصفحات , ولكن فقط أوجه بعض الأسئلة والاستفسارات لأسامة فوزي من متابع عربي بسيط ( ومعلوماتي على قدي ) , عند تمكن الصهاينة من فلسطين هرب الكثير من الفلسطينيين من بلادهم وتفرقوا في بقاع الأرض , ولن نخوض في تلك الجزئية ولا لتلك الظروف في حينها التي اضطرتهم لذلك , ولكن ما يخص أسامة فوزي هو الذي يهمني ...
والد أسامة فوزي عسكري قوي وشجاع نزح للأردن هربا من قمع الصهاينة , التحق بالجيش الأردني ومن المؤكد أنه حصل على الجنسية الأردنية وانخرط في خدمة العلم الهاشمي , سؤال أولي لأسامة فوزي :
   عندما هرب والدك العسكري الشجاع للأردن وأخذ عائلته بمن فيهم أنت إلى الأردن واطمأن عليكم هناك , لماذا لم يرجع وهو العسكري والضابط الكبير في الجيش الأردني لخدمة قضيته الأساس والتحق بالمقاومة الفلسطينية التي كانت تقاوم الاحتلال من داخل فلسطين , هل الشهداء والمسجونين من المقاومة الباسلة ورجالها هم أكرم واشجع من والدك ؟
 حسنا طابت الحياة والهدوء والأمن لوالدكم الكريم في الأردن ولم يلتحق بالمقاومة الفلسطينية الباسلة داخل الأراضي المحتلة , كبرت يا أسامة فوزي وكنت تعيش في معسكر الجيش وفي بيئة عسكرية ودرست وكبرت وأصبحت شابا يافعا قويا , لماذا لم تلتحق بالمقاومة كأي طفل من أطفال الحجارة أو كأي سيدة أو ( ختيارة) تقاوم الصهاينة بيديها العاريتين , لماذا أطلت شعرك وبحثت في ( البالات ) عن أطقم البدل الغربية والقرافات واتجهت لدولة الإمارات ( بدل الانضمام لأبطال المقاومة ) بحثا عن المال والثروة ( لتأكل من خير الخليج الذي ما فتئت تشتمهم وتهتك أعراضهم ليل نهار ) , لا تقول أنك ذهبت للإمارات لنشر العلم وفعل الخيرات , يتضح من قصصك وحقدك على الإماراتيين أنهم اذاقوك أنواع الذل والقهر وبددوا أحلامك في الثروة ( والدراهم ) وطردوك شر طردة بعد أن عرفوا دناءة خلقك وتوجيه سموم كلماتك لهم وأنت بين ظهرانيهم , طردوك ولم تزل تحقد عليهم وتتمنى زوالهم لأن أحلام الثراء تبددت بطردهم لك ,  ماذا فعلت يا أسامة فوزي بعدها وأنت في عز رجولتك وقوتك ؟
 هل فكرت في بلدك المستباح والمستعمر من قبل الصهاينة وقررت الالتحاق برجال المقاومة لتكفر عن تقصيرك وخيانتك بالهروب منه أنت ووالدك العسكري الشجاع ؟
 لا ,, قررت التوجه لأعدائك الذين ساعدوا الصهاينة في استباحت وطنك لترتمي في احضانهم لاهثا خلف أحلام الثروة والأمن والحصول على جنسيتهم لتجد ملاذا لك من اضطهاد العالم لك كما تشعر ,,,,
  أليست تلك أمريكا التي ساعدت الصهاينة في انتهاك حرمات بلدك ؟
 تركت فلسطين وطالبت العرب والخليجيين بتحريرها , ثم صببت حمم حروفك عليهم لأنهم (فرطوا) في (قضيتك) الأولى !
 أنت أيها الفلسطيني السابق ثم الأردني ثم الأمريكي تلعن الخليجيين صبح مساء لأنهم فرطوا في فلسطين !!!
 تدعي أن قلمك حر وفكرك حر ,, ولم نجد حريته إلا في السب والقذف والشتم والسخرية والحقد والحسد والاستهزاء بطريقة (أرقوزية) لاستجداء الإعجاب ,,,
 هل لاحظت يا أسامة نوعية متابعيك على اليوتيوب ,, أغلبهم ينزفون حقدا وغلا على دول الخليج ,, اغلبهم دهماء وأنصاف مثقفين , أغلبهم أقذر من الذباب الألكتروني الذي تتحدث عنه وتنتقده , في تعليقاتهم كل أنواع الحقد والشتم والقذف والقذارات اللفظية وضحالة الفكر وسوء المفردات , هؤلاء هم جنودك  و ( ذبابك الألكتروني ) .
 حتى عندما أردت أن تنتقد اللغة العربية في إحدى مقالاتك , ذكرت أنها لغة لم تهتم إلا بأسماء الأعضاء التناسلية وسفاسف الأمور و (متك الذبابة) وغيرها الكثير من الطعن في هذه اللغة التي جعلت منك ( كاتبا وناقدا ومؤرخا ) وتناسيت وأنت أعلم منا بأنها نفس اللغة التي ذكرت ألاف الأسماء للسيف وللحصان ولليل وللنوم وللمطر وأجزاء الليل والنهار وغيرها الكثير , لم ترى في تلك اللغة إلا ما يُفرح جمهورك الأمي الذي ينتظر منك سخرية واستهزاء ليضحك منك وربما عليك .
 أقول لك يا أسامة فوزي :
 إن كان في الخليج نذلٌ واحد ففي غيرهم (ممن تعرفهم) ألف نذل , وإن كان فيهم فاسد واحد ففي غيرهم (ممن تعرفهم) ألف فاسد , وإن كانت فيهم ساقطة واحدة ففي غيرهم (ممن تعرفهم) ألف ساقطة , وإن كان فيهم من باع فلسطين  فأنت وأبوك وبعض (ممن تعرفهم)  باعوها من قبل , وربما في ظروف كانت أفضل مئات المرات من ظروفنا اليوم من حيث توفر مناخ المقاومة والاستبسال وخاصة من أبناء فلسطين (الهاربين) من أمثالك ,,

 وألف تحية لكل فلسطيني قديما وحديثا قاوم وجاهد وثبت على تراب فلسطين ,, ولا عزاء للهاربين الباحثين عن الدراهم والدولارات .

                                                                          عادل بن مليح

أسامة فوزي  ,,, والحصاد المر عندما يتحدث الدهماء والجهلاء عن القضية الفلسطينية ويقوموا بتوزيع أدوار الخيانة والتخلي عن قضية العرب ال...